حقيبة عقلك...
- Iman Bakhache
- 6 يوليو
- 1 دقيقة قراءة

هل سبق لك أن حاولت حزم أمتعتك لرحلة على عجل، محملاً بكل ما قد تحتاجه، لتجد نفسك في النهاية بحقيبة سفر ممتلئة بالكاد تُغلق؟ تحملها معك، محبطًا ومضطربًا، ثم تدرك لاحقًا أنك لم تستخدم حتى نصف ما حزمته. لا نحمل أمتعة زائدة فحسب، بل نفعل الشيء نفسه مع عقولنا. نحاول تنظيم حياتنا، لكننا ننتهي بحشر كل شيء فيها: الأفكار المخاوف الخطط العواطف ليس الأمر يتعلق بالوزن نفسه... بل بما نختار أن نحمله... ليست كل فكرة تستحق مساحة. ليست كل عاطفة بحاجة إلى البقاء. ليس كل صوت داخلي صادق. نحمل أفكارًا لم نتساءل عنها. نتمسك بمشاعر لم نعالجها. نحشر في داخلنا المخاوف، والتساؤلات، وقوائم المهام، والشعور بالذنب، والقصص القديمة. ثم نتساءل لماذا نشعر بالثقل، أو الإرهاق، أو عدم القدرة على المضي قدمًا. عندما نحمل كل شيء، لا نستطيع الوصول إلى أي شيء بوضوح. عندما تزدحم مساحتنا الذهنية، حتى أجمل اللحظات تُحجب بضجيج داخلي.
توقف وتفكّر:
ما الأفكار التي نكررها والتي لم تعد تفيدنا؟
ما المشاعر التي نتمسك بها والتي لم تعد تعكس واقعنا الحالي؟
ما المعتقدات التي لم تكن ملكنا حقًا، لكننا تبنيناها على أي حال، بدافع العادة أو الخوف؟ ما الذي يستحق حقًا مساحة في ذهني الآن؟
ما الذي يمكنني التخلي عنه بهدوء لأنه لم يعد يخدم الشخص الذي أصبحه؟
ضع الأشياء جانبًا.
أعد تعبئة مساحتك العقلية.
اختر السلام بدلًا من الضغط.
هذه رحلتك، احزم ما يُمكّنك.
تخلَّ عما يُرهقك.
ثق أن الوضوح لا يأتي من فعل المزيد، بل من حمل القليل بنية أكبر.
كما هو الحال مع الحقيبة، كلما كنا أكثر حرصاً فيما نحمله، أصبحت رحلتنا أخف وزنًا وأكثر تمكينًا.
فكّر في الأمر...







تعليقات