عندما تدخل مطبخًا مليئًا بالمكونات، قد يغريك تناول القليل من كل شيء. لكن الحقيقة هي أن ليس كل التوابل أو الخضار أو النكهات تُناسب الطبق نفسه. حفنة من السكر قد تُضفي مذاقًا لذيذًا على الحلوى، لكنها قد تُفسد حساءً لذيذًا. رشة من الفلفل الحار قد تُضفي الإثارة على بعض الوجبات، لكنها تُفسد أخرى.
العلاقات متشابهة تمامًا.
كل من يدخل حياتنا يحمل سماته وطاقاته وقيمه الخاصة. بعضهم يُضفي الدفء والراحة، والبعض يُثير الإبداع والحماس، والبعض الآخر قد لا يتوافق تمامًا مع هويتنا في هذه المرحلة من الحياة.
إذا لم نتوقف للتأمل، فقد نجد أنفسنا نخلط العلاقات عشوائيًا؛ نسمح للجميع بالدخول دون أن نسأل إن كانوا حقًا جزءًا من "طبقنا". فكوصفة فاشلة، قد يُشعرنا هذا بالارتباك والإرهاق وعدم الرضا.
بدلًا من ذلك، ماذا لو تعاملنا مع العلاقات كما نتعامل مع الطبخ؟
بعناية، وعي، ونية صادقة.
قبل إضافة شخص إلى حياتك، اسأل نفسك:
• ما هي الصفات التي يحملونها؟
• ما نوع العلاقة الأنسب لهم في حياتي: صديق مقرب، شريك موثوق، معرفة طيبة، أم حدود واحترام؟
• ما مدى شعوري بالراحة عندما أكون معهم؟
التوقف مهم.
كما أنك لا تضع كل المكونات معاً في القدر على أمل أن تنجح، ليس عليك أن تدع كل شخص يلعب دورًا محوريًا في حياتك.
بعض الأشخاص مُقدّر لهم أن يكونوا الطبق الرئيسي في قصتك. والبعض الآخر نكهات جانبية تُضيف ثراءً بجرعات صغيرة. وبعضهم قد لا يكون مكانه في مطبخك على الإطلاق.
ولا بأس بذلك...
كما يختار الطباخ الماهر المكونات بعناية، لديك القدرة على اختيار العلاقات التي تُشكل حياتك.
هذا لا يعني رفض الناس بقسوة.
يعني أن تكون صادقًا بشأن ما يناسبك، وما يُغذيك، وما ينتمي حقًا إلى وصفتك.
عندما تختار بوضوح، تخلق حياةً أصيلة، متوازنة، ومرضية للغاية.
لذا، في المرة القادمة التي تقابل فيها شخصًا جديدًا، أو تفكر في شخص موجود في حياتك بالفعل، توقف للحظة واسأل نفسك:
تعليقات